تُعتَبَرُ عمليّة تصحيح البصر بالليزر من أكثر العمليّات الجراحيّة أماناً، لأنّها تحقّق نسبة نجاح عالية جدّاً بالمقارنة بعمليّات جراحيّة أخرى، مع ذلك فإنّ طبيب العيون قد ينصحك بالاستمرار بارتداء النظّارت الطبيّة، وتجنّب إجراء العمليّة، أو حتّى تأجيل القرار لعدّة شهور أخرى، في هذا المقال أشرح لكم أهمّ الأسباب والعوامل التي آخذها بعين الاعتبار، كطبيب جرّاح قبل اتّخاذ القرار بإجراء عمليّة تصحيح البصر باستخدام الليزر، وهي ما يُعرَفُ طبّيّاً بمضادّات الاستطباب التي يتوجّب النظر فيها قبل اتّخاذ القرار بالعمليّة الجراحيّة.

ربّما لا تكون مرشَّحاً جيّداً لعمليّات تصحيح النظر بالليزر (جراحة انكساريّة)، إذا كانت إجابتُك على إحدى هذه الأسئلة بنعم:

1• هل احتجتَ لتغيير العدسات اللاصقة أو النظّارات الطبيّة في العام الماضي؟

هذا ما يُسَمّى عدم الاستقرار الانكساريّ للعين. ويحدث للمرضى الذين هم في أوائل العشرينات من العمر أو أصغر، والمرضى الذين يعانون من ذبذبةٍ في (الهرمونات) بسبب مرض مثل السكري، الحوامل أو المرضعات والمرضى الذين يتناولون الأدوية التي قد تسبّب لديهم تقلُّباتٍ في الرؤية. هؤلاء أكثر عرضة للإصابة بعدم الاستقرار الانكساريّ ويجب أن يناقشوا المخاطر الإضافيّة المحتملة مع طبيبهم.

يجب اخبار الطبيب في حال استخدام عدسات لاصقة طبية أو غير طبية.

2. هل لديك مرض أو تتناول أدوية قد تؤثر على التئام الجروح؟

قد تمنع بعض الحالات، مثل أمراض المناعة الذاتيّة (مثل الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي) وحالات نقص المناعة (مثل فيروس نقص المناعة البشريّة) ومرض السكّريّ وبعض الأدوية (مثل حمض الريتينويك والمنشطات) الشفاء المنتظَر بعد إجراء العمليّة.

3. هل تشارك بنشاطات رياضيّة تتطلّب الاحتكاك الجسديّ؟

تُعَدُّ المشاركة في الملاكمة أو المصارعة، أو فنون الدفاع عن النفس أو غيرها، من الأنشطة، التي تُعتَبَر فيها الضربات على الوجه والعينين أمراً محتملاً، مضادَّ استطباب لبعض أنواع عمليّات تصحيح النظر.

4. هل يقلّ عمرك عن 18 عاماً؟

لا يوجد ليزر معتمد لإجراء، “الليزك” للأشخاص الذين تقلُّ أعمارهم عن 18 عاماً.

احتياطات ومحاذير صحيّة

لم يتمّ تحديد سلامة وفعاليّة العمليّة في المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض. لذا يجب أن يكون طبيب العيون على اطّلاعٍ إذا كان لديك تاريخ مرضيّ في أيّ ممّا يلي:

– الهربس البسيط، أو الهربس النطاقيّ، الذي يشمل منطقة العين.
– الجلوكوما، أو الجلوكوما المشتبه به، أو ارتفاع ضغط العين.
– أمراض العيون، مثل التهاب القزحيّة / التهاب العنبيّة (التهاب العين).
– إصابات العين، أو جراحات العيون السابقة.
– القرنيّة المخروطيّة

عملية الليزر ليست خياراً متاحاً للأطفال ألمن هم دون 18 عاماً بحسب توصيات اللجان العلمية عالمياً.

عوامل الخطر الأخرى

يجب أن يفحصك طبيبك بحثاً عن الحالات، أو مؤشّرات الخطر التالية:

– التهاب الجفن: التهاب الجفون مع تقشر الرموش مما قد يزيد من خطر الإصابة بعدوى أو التهاب القرنيّة بعد، “الليزك”.

– اتّساعُ حدقة العين: تأكّد من إجراء هذا التقييم في غرفة مظلمة. على الرغم من أنّ أيّ شخص قد يكون لديه اتّساع حدقة، إلّا أنّ المرضى الأصغر سنّاً، والمرضى الذين يتناولون أدوية معينة، قد يكونون عرضةً بشكل خاصّ لوجود اتّساعٍ في حدقة العين، في ظروف الإضاءة الخافتة. يمكن أن يسبب هذا أعراضاً مثل الوهج والهالات النجميّة وصور الأشباح (الرؤية المزدوجة) بعد الجراحة. قد تكون هذه الأعراض موهنة لبعض المرضى. على سبيل المثال، قد لا يتمكّن المريض من قيادة السيارة ليلاً أو في ظروف جويّة معيّنة، مثل الضباب.

– القرنيّات الرقيقة: القرنيّة هي الغطاء الرقيق الشفّاف للعين الذي يقع فوق القزحيّة. تغيّر معظم العمليّات قوّة تركيز العين عن طريق إعادة تشكيل القرنيّة. قد يؤدي إجراء جراحة انكساريّة على قرنيّة رفيعة جدّاً إلى حدوث مضاعفات.

– الجراحة الانكساريّة السابقة (على سبيل المثال RK، PRK LASIK). قد لا يوصى بإجراء جراحة انكساريّة إضافيّة. يجب اتّخاذ قرار إجراء جراحة تصحيح النظر الإضافيّة، بالتشاور مع طبيبك بعد دراسة متأنّيّة لحالتك.

– جفاف العيون: تميل جراحة، “الليزك” إلى تفاقم جفاف العيون.

قياس ضغط العين صورة للتأكد من جاهزية العين صحياً لعملية التصحيح بالليزر

وأخيراً فإنّ عمليّة تصحيح البصر بالليزر يوصى أن تكون بين عمر 19 عاماً و 40 عاماً، لأنّ البصر في الشخص العاديّ يكون في أحسن حالاته بهذه الفترة، وإنّ التقييد يرتبط أساساً باستقرار البصر، والحالة الصحيّة للعين، أكثر منه بالرقم الذي يحدّد عمر الشخص، وإنّ إفصاح المريض عن حالته الصحيّة لطبيب العيون سيكون مساعداً بشكل كبير لنجاح العمليّة الجراحيّة.

وكما أفردتُ لكم في المقال أسباباً عديدة تمنعنا من إجراء عمليّة تصحيح البصر بالليزر، فإنّ حِرصَنا كأطبّاء يكون مُركّزاً في الدرجة الأولى على الحفاظ على بصر المريض، والتأكُّد من أنّ عملية تصحيح البصر ستعود عليه بنتائج إيجابيّة، دون أيّة آثار جانبيّة على بصره، قد تكون مرتبطة بسبب من الأسباب المذكورة.

د. جمال عثامنة –