
مع التطوّر المستمرّ للتكنولوجيا، والزيادة في استخدام الأجهزة الإلكترونيّة، أصبح الضوء الأزرق جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا، ممّا يستدعي النظر في تأثيراته، خاصّةً على العين والجسم بشكل عامّ، وحول هذا الموضوع، أوضح لنا الدكتور “جمال عثامنة”:

ما هو الضوءُ الأزرق؟
الضوء الأزرق، مكوِّن أساسيّ من ضوء الشمس، يتميّز بطولٍ موجيّ قصير وطاقةٍ عالية، مقارنة
بالألوان الأخرى في الطيف المرئيّ.
يُستَخدَم في العديد من التطبيقات بفضل خصائصه الفريدة، مثل الأجهزة الإلكترونيّة التي تُصدِر هذا النوع من الضوء، ممّا يستدعي الحذر والتوازن في الاستخدام.

أضرار الضوء الأزرق على العين:
.1. إجهاد العين: الضوء الأزرق المُنبَعِث من الأجهزة الإلكترونيّة يسبّب إجهاد العين، والشعور بالتعب البصريّ، خاصةً بعد استخدام مطوَّل.
2. مخاطر على الشبكيّة: هناك قلق متزايد من أن التعرّض المستمرّ والمفرط للضوء الأزرق قد يساهم في تلف الشبكيّة، ممّا يزيد من خطر التعرّض لمشاكل العين مثل الضمور البقعيّ
و إعتام عدسة العين.
كما أن الافراط في استخدام الاجهزة المحمولة، وزيادة التعرض للأشعة الزرقاء الصادرة من اجهزة الجوال يزيد من خطر الاصابة بقصر النظر عند الاطفال واليافعين, علماً أنّ الأضرار لا تقتصر على العين فقط.
تفاعلات أخرى في الجسم
1. اضطراب النوم: الضوء الأزرق يؤثّر سلباً على إنتاج (الميلاتونين)، ممّا يؤدّي إلى تعكير صفو دورة النوم، و يسبّب صعوبات في إعادة انتظامها.
2. التأثير النفسي والمزاجي: يلعب الضوء الأزرق دورًا في تنظيم مزاجنا ويقظتنا خلال النهار، ولكنّ التعرُّض المفرِط يمكن أن يؤدّي إلى تأثيرات سلبيّة على الحالة النفسيّة والمزاجيّة.
3. مخاطر صحيّة أخرى محتملة: الدراسات الحديثة تشير إلى وجود ارتباط بين التعرض المفرط للضوء الأزرق ومخاطر زيادة الإصابة ببعض الأمراض مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

إجراءات للتقليل من الأضرار
يُنصَح بتقليل التعرّض للضوء الأزرق قبل النوم.
استخدام نظارات خاصّة تحجب الضوء الأزرق يمكن أن يساعد في تقليل إجهاد العين وحماية الشبكيّة.
ضبط إعدادات الأجهزة لتقليل إصدار الضوء الأزرق، خصوصًا في الساعات التي تسبق موعد النوم.
تطبيق قاعدة 20-20-20 لتقليل إجهاد العين: كل 20 دقيقة، استرح لمدة 20 ثانية بالنظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا.

فوائد الضوء الأزرق
ليس كلّ الضوء الأزرق ضارّاً، بعضه ضروريّ للصحّة.
– ينظّم عمليّة اليقظة.
– يحسّن المزاج.
– يعزّز الذاكرة.
إنَّ معرفة وتقليل التأثيرات السلبيّة للضوء الأزرق تُعَدّ خطوة ضروريّة لحماية صحّة العين والحفاظ على توازن صحيّ في التعامل مع التكنولوجيا.